حسين بركة الشامي


العراق
كما نريده

دراسة في إشكاليات الأزمنة و رؤية في المعالجات

حسين بركة الشّاميّ


في ذكرى شهادة
الإمام الشهيد الصدر


لم يعد الإمام الشّهيد السّيّد محمّد باقر الصّدر عقلاً فلسفياً، أو فقيهاً مجدّداً، أو فكراً مجرداً فحسب، إنّما هو جرح دائم النّزف، يذكّر الأمّة بظلامتها، ومحنتها في مختلف مواقع الصّراع والمواجهة. فبقدر ما قدّم (رضوان الله عليه) لأمّته من فكره ووجوده زاداً روحياً وثقافياً ومشروعاً حركياً وسياسيّاً؛ فإنَّه قدّم لها موقفاً حيّاً يستثير فيها كلّ عناصر القوة والتحفيز في مواجهة التحديات، وهنا تكمن أهمية الصّدر وعظمة دوره في تأريخ أمتنا المعاصر. فكلما توغلت الأمة في مسيرتها الطّويلة الصّعبة، كلما احتاجت إلى فكر الصدر ومدرسته وعطائه ومشروعه وموقفه.

فمثل الصدر لا يموت بقتله، إنما يزداد بالقتل حياةً ونماءً، كلّما مرَّ عليه الزمن، فمثله مثل جده الحسين (ع) الّذي حوّل أرض الطّفوف أو الغاضريات ونينوى من قرية منسية تعبث بها رياح التاريخ إلى قلعة احتجاج دائمة ضد الظلم والظالمين. وهذا هو شأن العظماء والمصلحين، إذ يتحولون من أفراد تحكمهم معادلات الدم واللحم والزمان والمكان، إلى مبادئ راسخة وأفكار حية تنتشر في كثيرين.